لقد صقلتني رحلة علمية طويلة لأكون قادرة على حمل مساحتك بأمان واحترافية. من العلم إلى التجربة والخبرة، ليشكل فيني تعميقاً منهجياً لكيفية فهم الوجود الإنساني في صميمه.
هذا الأساس العلمي يتشكل بانسجام مع هديتي الفطرية في التعاطف والحدس، وشغفي العميق بدعم الآخرين.
هدفي الأساسي هو تعزيز التعافي عبر البحث النشط في جوانبك الأربع المتكاملة: الشخصية، الاجتماعية، الروحية، والجسدية. نركز في الجلسات على الاستكشاف النشط للتجربة مع التركيز على المشاعر والحاضر، والثقة بالحدس والمشاعر، ودمج ذلك مع خبرتي في علم النفس الإدراكي وما توصلت إليه أبحاث المرونة العصبية، بما يلائم الحالة ورحلة العلاج.
أسلوبي في العلاج هو رحلة متصاعدة، نتحرك فيها معاً بانسيابية كأننا نؤلف سيمفونية. لا نكتفي بـ "تطبيق المنهجيات"؛ بل نعتمد على عملية التقييم المقننة، التي تُصمم كجسر بين العلم وتجربتك الحية الفريدة. هذه الصياغة تُبنى على تفاصيل عالمك وقصتك الخاصة، حيث لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع.
تبدأ رحلتنا من أعمق أساس، وهو جهازك العصبي. فبدلاً من محاولة "إصلاح المشكلة" بالعقل فقط، ندخل إلى ما يحمله جسدك عبر العلاج عبر التجربة الجسدية (Somatic Experiencing - SE) والنظرية العصبية متعددة الأغصان (Polyvagal Theory)، مركزين على السؤال: "ماذا يحاول جسدك أن يخبرنا به الآن؟" في هذه المرحلة، نعمل على قياس نافذة التحمل (Window of Tolerance) الخاصة بك ونتعلم كيف نفك "الجمود" أو "الاستجابات المبالغ فيها" العالقة في النظام العصبي. ولتحقيق هذا التنظيم العميق، افتخر انني أول من من أدخلت البروتوكول السمعي إلى الممارسة العلاجية في المنطقة، بهدف تحفيز العصب المبهم، كما يتم دعم التطبيق عبر تقنية النيوروفيدباك (Neurofeedback) لتفعيل قدرة الجسم الطبيعية على التهدئة والتعافي. أنت لست في حاجة للعلاج فقط؛ أنت بحاجة إلى إعادة برمجة إيقاعك الداخلي ليتسع لديك "نافذة التحمل" وتصبح أكثر مرونة. وستكون هذه الركيزة التي تخبرنا بأنك مستعد لرحلة أعمق.
فعندما يهدأ إيقاع الجسد قليلاً، ننتقل إلى معالجة العقد العميقة؛ هنا نستخدم نهجاً رحيماً لمعالجة الصدمات، والاضطرابات النفسية، والقلق، وحتى الاضطرابات الشخصية المشخصة الدقيقة والتي ينبع ويتحفز معظمها من التجارب المؤلمة العالقة. في هذه اللحظة الحاسمة، نتوقف لـ "نستمع ونفك التشابك" مع كل ما يظهر من الداخل. أستخدم منظومة العائلة الداخلي (Internal Family Systems - IFS) و حالات الأنا والأجزاء (Ego States) والعلاج المرتكز على التعاطف (Compassion Focused Therapy - CFT) لأساعدك على فهم أنماطك الداخلية التي تحمل عبء الماضي، ونمنح كل جزء صوته ليتحرر من مسؤولياته، ويعود "أنا" الواعي والحقيقي إلى القيادة الذاتية بحكمة وتعاطف.كل ذلك بدمج حذر ودقيق ومقنن صقلته الخبرة والتدريب لأراعي بذلك نافذة التحمل لديك والقدرة على التدخل والتغيير بشكل احترافي وليس ممنهج فقط.
ولتأمين هذا التغيير وتثبيته، نعمل على مستوى الدماغ والذاكرة باستخدام أدوات قوية مثل بروتوكول براينسبوتنج (Brainspotting) والعلاج بالاستثارة الثنائية لحركة العين (EMDR) ودمجها بعمل الأجزاء بطريقة مقننة لكوني IFS-Informed EMDR، فنصل بلطف إلى الذاكرة والتجربة العالقة، ليس لإعادة عيش الصدمة، بل لتحريرها من النظام العصبي. هذا الدمج كله يعززه إطاري الوجودي (Existential Therapy) الذي يساعدك على مواجهة خياراتك والعلاج بالتقبل والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy - ACT) الذي يدعمك في التحرك نحو قيمك.
لكن كل هذه المنهجيات، من علم الأعصاب إلى الفلسفة الوجودية، لا تُطبق بشكل منفصل، بل تُعزف معاً كتوليفة دقيقة.